التخطي إلى المحتوى
بنيامين نتنياهو لن اعلق ضم الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والخطوات القادمة ستكون حازمه

الرئيس الامريكي دونالد ترامب ينجح في ابرام الصفقه التي كان يحلم بها وهي تطبيع العلاقات الامارتية الاسرائيلة في وقت ستشهد الولايات المتحدة الأمريكية انتخابات رئاسية ستصب في مصلحة ترامب.

وعبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن سعدته بالاتفاق الذي تم ابرمه بين اسرائيل والامارات العربية المتحدة .

وكان قد إعلان الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، يوم الخميس 13 أغسطس/آب، عن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل صادماً دون شك.

ولكن هل هو حقاً بداية لسلام أشمل في الشرق الأوسط؟ أم أن تضافر ثلاث من أقوى القوى العسكرية وأشدها عدواناً في المنطقة مدعاة للقلق؟ حسبما يتساءل تقرير لموقع Responsible Statecraft الأمريكي.

يعد هذا الاتفاق في الواقع أحدث تذكير بأن الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط لا تزال مدفوعة في معظمها بالأولويات الإسرائيلية والسياسات الأمريكية الداخلية، والآن قد تصبح أكثر إثارة للتوترات بعد انضمام السياسات الإماراتية العدوانية إليها.

وقد استُقبل هذا الإعلان بترحاب عام في وسائل الإعلام الغربية، لأن الجمهور الأمريكي يجهل واقع الشرق الأوسط مثل رئيسه، ويتفاعل مع الشعارات النمطية المليئة بالأمل عن السلام والازدهار، إذ إن جوهر هذا الاتفاق -الاتجاه إلى إقامة علاقات رسمية بين الإمارات وإسرائيل- لا يعطي سوى وجه علني للتعاون السري بين إسرائيل والإمارات القائم منذ بضع سنوات.

 

والبيان الأمريكي-الإسرائيلي-الإماراتي الثلاثي الذي تلاه ترامب، والذي استند بوضوح إلى مسودة إسرائيلية أولية، يتحدث عن إطلاق الدول الثلاث لـ”أجندة استراتيجية للشرق الأوسط لتوسيع التعاون الدبلوماسي والتجاري والأمني”، لأن الدول الثلاث “تتشارك نظرة مماثلة عن التهديدات والفرص في المنطقة”.

ولا بد أن هذا سيتسبب في إثارة قلق معظم مَن في المنطقة، نظراً للسياسات العسكرية والاستبدادية التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد والحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد في المنطقة في السنوات الأخيرة، وتحديداً في بلدان مثل سوريا ولبنان وإيران وقطر والعراق واليمن وليبيا ودول أخرى.

وإلى جانب الولايات المتحدة، ربما كانت السياسات المشتركة لهذه البلدان الثلاثة المحرك الرئيسي للتوتر والحرب والموت والدمار في الشرق الأوسط، فضلاً عن أن صبيهم المثير للمتاعب، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يسعى للانضمام لناديهم، حسب وصف الموقع الأمريكي.

أغلب العرب يرفضون إخضاع الفلسطينيين عبر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل.

 

وهذه “النظرة المماثلة” التي تتشاركها هذه الدول لا تعترف بأن غالبية العرب يرفضون التوسع الإقليمي الإسرائيلي وإخضاع الفلسطينيين، إذ يخشى معظم القادة العرب السماح لشعوبهم بحرية التعبير، ويسعون للحصول على الحماية من خلال اتفاقات الأمن والمراقبة مع الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى.

 

وهذه الاتفاقية ستؤدي إلى زيادة الاستقطاب داخل الدول العربية وفيما بينها، وتزايد النزعة العسكرية، وربما تدخلات أمريكية أكبر من أي وقت مضى، وليس زيادة الرخاء وتحسين العلاقات بين الشعوب وبعضها كما تعهد.

والاستبداد العربي الذي تدعمه الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية دون استثناء لا يمكن أن تخفيه  حيل بائعي النفط الماكرة، مثل تعهد إسرائيل في هذا الاتفاق الثلاثي بـ”تعليق إعلان السيادة على الأراضي” في الضفة الغربية المحتلة والقدس.

إذ صرّح نتنياهو بعد الإعلان مباشرة أنه سيواصل ضم الأراضي الفلسطينية. وقال: “هذا ليس بعيداً عن مائدة التفاوض”، في إشارة إلى سياسة الضم التي أيدتها الولايات المتحدة في حفل البيت الأبيض، في يناير/كانون الثاني، بمناسبة إعلان خطة ترامب للسلام

وحضر دبلوماسي إماراتي هذا الحفل، في يناير/كانون الثاني، لكنه توارى في ركن بعيد مع اثنين من الدبلوماسيين العرب الآخرين، لأنهم أرادوا دعم ترامب لكنهم كانوا يعلمون علم اليقين أن مثل هذا الدعم لضم إسرائيل للأراضي العربية لن يؤدي إلا لزيادة عداء الشعوب العربية للإمارات.

 

لماذا قرّر نتنياهو تعليق ضم الضفة لسبب آخر غير السلام مع الإمارات؟

لا يدرك معظم الأمريكيين أن إسرائيل في الواقع علقت بالفعل خططها للضم، بعد أن صرحت دول كبرى ومنظمات دولية بأنها ستعاقب إسرائيل إذا نفذت هذا الضم الاستعماري وغير القانوني، لذا فإن التنازل الإسرائيلي الظاهر في هذه الاتفاقية، مثل معظم التحركات الإسرائيلية والأمريكية المتعلقة بفلسطين، كذب أو وهم.
والافتراض الأمريكي والإسرائيلي بأن إسرائيل ستكون موضع ترحيب في المنطقة وهي لا تزال ماضية في احتلال الأراضي العربية واستعمارها قد يكون صحيحاً بالنسبة لقلة من القادة العرب الذين يخافون من شعوبهم، لكنه عار تماماً عن الصحة بالنسبة للقطاع الأكبر من الشعب العربي. إذ تظهر الاستطلاعات في السنوات الأخيرة أن أغلبية كبيرة تقدّر بحوالي 75% من العرب لن يقبلوا تطبيع العلاقات مع إسرائيل إلا بعد قيام دولة فلسطينية وتلبية مطالب اللاجئين الفلسطينيين.

 

أمريكا وإسرائيل ترفضان مبادرة السلام العربية

ومن المثير للدهشة أن الولايات المتحدة وإسرائيل ترفضان إبرام اتفاق على أساس مبادرة السلام العربية لعام 2002، التي عرضت فيها جميع الدول العربية السلام والتطبيع مع إسرائيل إذا أدت للفلسطينيين حقوقهم وتركت الأراضي العربية التي تحتلها.

إن الطريق إلى السلام والازدهار والأمن الإقليمي للعرب والإسرائيليين والإيرانيين وجميع الأطراف الأخرى لا يمر عبر المستوطنين الاستعماريين المتطرفين في البيت الأبيض، أو القادة العرب المذعورين الذين يرفضون منح الثقة لشعوبهم. بل إنه يتطلب التزاماً بالمساواة في الحقوق بين الجميع بموجب القانون الدولي، وهو ما لم يظهر أبداً في مشهد البيت الأبيض الدرامي يوم الخميس”،

المصدر: عربي بوست